ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الســؤال : يقـول الله تعالى في كتابه العزيز ( إِنَّ اللَّهَ
عِندَهُ عِلْـمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ
أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) مــن ضمـــن الآية
الكريمة أن الله يقول(وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) لقد صار
بيني وبين أحد الأصدقاء نقاش كبير حول هذه الآية
فلقد قـال لي : إن العلم الحديث والأطباء قد توصلوا
لمعرفــة مــا فــي رحم المرأة هل هـو ذكر أم أنثى
بواسطة الأشعة ، وقــلـت له : الله سبحانـه يقــول
( وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ) هل معنى الآية: أن العلم
لم يكتشف ما في الأرحام أم إن الآية تفسيرها
غير ذلك ؟
الجــواب : ثبــت فــي الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح
الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ، وأنها المذكورة فـي
الآية المسؤول عنها ، من ذلك ما رواه البخاري عن
عبـد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسـول
الله صــلى الله عليــه وسلــم « مفاتيح الغيب خمس
لا يعلمهن إلا الله » ( إِنَّ اللَّهَ عِنــدَهُ عِلْــمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِــي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمـــُوتُ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) وفـي رواية له عن ابن عمــر
رضي الله عنهما قال : قــال رســول الله صــلى الله
عليــه وسلم: « مفاتيح الغيب خمس ثــــم قرأ ( إِنَّ
اللَّهَ عِنْـدَهُ عِلْـمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْأَرْحَامِ)» رواه الإمام أحمد عنه وعن ابن مسعود
بمعناه ، وروي من طرق أخرى تؤيد ما دلت
عليه الآية .
ومعنى الآيــة : أن الله تعــالى استأثر بعلــم الساعة
فلا يجليها لوقتها إلا هو ، فــلا يعلمها لميقاتها ملك
مقرب ولا نبي مرسل ، وقد أعلمهم الله بأماراتها ،
ولا يعلم متــى ينزل الغيث ولا فـــي أي مكــان ينزل
إلا الله ، وقــد يعــرف ذلك أهـــل الخبرة عنـد وجود
الأمارات وانعقاد الأسبـــــاب علـمــا تقريبيا إجماليا
يشوبه شيء مـــن التخمين وقد يتخلف ، واختــص
سبحانه أيضـا بعلم ما في الأرحام تفصيلا مـن جهة
تخلقه وعــدم تخلقه ونمـــوه وبقائه لتمام مــدتـــه
وسقوطه قبلها حيا أو ميتا وسلامته وما قـــد يطرأ
عليه مـن آفات دون أن يكسب علمه بذلك من غيره
أو يتوقف عــلـــى أسبــاب أو تجارب ، بــل يعـلــم
ما سيكون علـيـه قبل أن يكــون وقبــل أن تكــــون
الأسبــاب فــــإن لمقدر الأسباب وموجدها عـــلــمـا
لا يتخلف ولا يختلف عنه الواقع وهو الله سبحانه،
وقـــد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما فــي
الأرحام مـــن ذكورة أو أنوثة أو سلامة أو إصابته
بآفة أو قـــرب ولادة أو توقع سقوط الحمل قــبـــل
التمام لكـن ذلك بتوفيق مـن الله إلـــى أسباب ذلك
مــن كشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب ،
وذلك بـعــــد مـا يأمر الله الملك بتصوير الجنين ،
ولا يكون شاملا لكـــل أحوال ما في الرحم ، بـــل
إجمالا فــي بعــضـــه مـــع احتمال الخطأ أحيانا ،
ولا تدري نفس مــاذا تكسب غدا مـن شؤون دينها
ودنياها، فهذا أيضا مما استأثر الله بعلمه تفصيلا،
وقــد يتوقــع الناس كسبا أو خسارة عــلى وجـــه
الإجمال ممــــا يبعث أملا وإقداما عــلى السعي أو
خوفا وإحجاما بناء عـلى أمارات وظروف محيطة
بهم فكل هذا لا يسمى علما ، وكـذا لا تدري نفس
بأي أرض تموت في بر أو بحر فــي بلدها أو بلد
آخر، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده فإنه سبحانه
له كمال العلم والإحاطة بجميع الشؤون علنها
وغيبها ظاهرها وباطنها .
وجملة القول : إن علم الله من نفسه غير مكتسب
من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب ، وأنه
يعلـم ما كان وما سيكون ، وأنــه لا يشوب علمه
غموض ولا يتخلف ، وأنــه عــام شامل لجمــيـع
الكائنات تفصيلا جليلها ودقيقها بخــلاف غـيـــره
سبحانه، والله المستعان. وبالله التوفيق وصلى
الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .
اللـجــنـة الـدائمــة للبحـــــوث العــلـمــيــة والإفــتــاء
الشيخ عبد الله بن قعود ، الشيـخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ عبد الرزاق عفيفي ،الشيخ عبدالعزيز بن باز
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــــــــــــ ـــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الســؤال : يقـول الله تعالى في كتابه العزيز ( إِنَّ اللَّهَ
عِندَهُ عِلْـمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ
أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) مــن ضمـــن الآية
الكريمة أن الله يقول(وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) لقد صار
بيني وبين أحد الأصدقاء نقاش كبير حول هذه الآية
فلقد قـال لي : إن العلم الحديث والأطباء قد توصلوا
لمعرفــة مــا فــي رحم المرأة هل هـو ذكر أم أنثى
بواسطة الأشعة ، وقــلـت له : الله سبحانـه يقــول
( وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ) هل معنى الآية: أن العلم
لم يكتشف ما في الأرحام أم إن الآية تفسيرها
غير ذلك ؟
الجــواب : ثبــت فــي الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح
الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ، وأنها المذكورة فـي
الآية المسؤول عنها ، من ذلك ما رواه البخاري عن
عبـد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسـول
الله صــلى الله عليــه وسلــم « مفاتيح الغيب خمس
لا يعلمهن إلا الله » ( إِنَّ اللَّهَ عِنــدَهُ عِلْــمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِــي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمـــُوتُ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) وفـي رواية له عن ابن عمــر
رضي الله عنهما قال : قــال رســول الله صــلى الله
عليــه وسلم: « مفاتيح الغيب خمس ثــــم قرأ ( إِنَّ
اللَّهَ عِنْـدَهُ عِلْـمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْأَرْحَامِ)» رواه الإمام أحمد عنه وعن ابن مسعود
بمعناه ، وروي من طرق أخرى تؤيد ما دلت
عليه الآية .
ومعنى الآيــة : أن الله تعــالى استأثر بعلــم الساعة
فلا يجليها لوقتها إلا هو ، فــلا يعلمها لميقاتها ملك
مقرب ولا نبي مرسل ، وقد أعلمهم الله بأماراتها ،
ولا يعلم متــى ينزل الغيث ولا فـــي أي مكــان ينزل
إلا الله ، وقــد يعــرف ذلك أهـــل الخبرة عنـد وجود
الأمارات وانعقاد الأسبـــــاب علـمــا تقريبيا إجماليا
يشوبه شيء مـــن التخمين وقد يتخلف ، واختــص
سبحانه أيضـا بعلم ما في الأرحام تفصيلا مـن جهة
تخلقه وعــدم تخلقه ونمـــوه وبقائه لتمام مــدتـــه
وسقوطه قبلها حيا أو ميتا وسلامته وما قـــد يطرأ
عليه مـن آفات دون أن يكسب علمه بذلك من غيره
أو يتوقف عــلـــى أسبــاب أو تجارب ، بــل يعـلــم
ما سيكون علـيـه قبل أن يكــون وقبــل أن تكــــون
الأسبــاب فــــإن لمقدر الأسباب وموجدها عـــلــمـا
لا يتخلف ولا يختلف عنه الواقع وهو الله سبحانه،
وقـــد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما فــي
الأرحام مـــن ذكورة أو أنوثة أو سلامة أو إصابته
بآفة أو قـــرب ولادة أو توقع سقوط الحمل قــبـــل
التمام لكـن ذلك بتوفيق مـن الله إلـــى أسباب ذلك
مــن كشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب ،
وذلك بـعــــد مـا يأمر الله الملك بتصوير الجنين ،
ولا يكون شاملا لكـــل أحوال ما في الرحم ، بـــل
إجمالا فــي بعــضـــه مـــع احتمال الخطأ أحيانا ،
ولا تدري نفس مــاذا تكسب غدا مـن شؤون دينها
ودنياها، فهذا أيضا مما استأثر الله بعلمه تفصيلا،
وقــد يتوقــع الناس كسبا أو خسارة عــلى وجـــه
الإجمال ممــــا يبعث أملا وإقداما عــلى السعي أو
خوفا وإحجاما بناء عـلى أمارات وظروف محيطة
بهم فكل هذا لا يسمى علما ، وكـذا لا تدري نفس
بأي أرض تموت في بر أو بحر فــي بلدها أو بلد
آخر، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده فإنه سبحانه
له كمال العلم والإحاطة بجميع الشؤون علنها
وغيبها ظاهرها وباطنها .
وجملة القول : إن علم الله من نفسه غير مكتسب
من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب ، وأنه
يعلـم ما كان وما سيكون ، وأنــه لا يشوب علمه
غموض ولا يتخلف ، وأنــه عــام شامل لجمــيـع
الكائنات تفصيلا جليلها ودقيقها بخــلاف غـيـــره
سبحانه، والله المستعان. وبالله التوفيق وصلى
الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .
اللـجــنـة الـدائمــة للبحـــــوث العــلـمــيــة والإفــتــاء
الشيخ عبد الله بن قعود ، الشيـخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ عبد الرزاق عفيفي ،الشيخ عبدالعزيز بن باز
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــــــــــــ ـــــ